< سفر صموئيل الأول 23
Listen to this chapter • 4 min
 [1]  وأُخبِرَ داوُدُ وقيلَ لَه: «هُوَذا الفَلِسطينِيُّونَ يُحارِبونَ قَعيلةَ ويَنهَبونَ البَيادِر».
 [2]  فسَأَلَ داوُدُ الرَّبَّ قائِلًا: «أَأَسيرُ وأَضرِبُ أُولٰئِكَ الفَلِسطينِيِّين؟» فقالَ الرَّبُّ لِداوُد: «سِرْ فإِنَّكَ ستَضرِبُ الفَلِسطينِيِّينَ وتُخَلِّصُ قعيلَة».
 [3]  فقالَ لِداوُدَ رِجالُه: «إِنَّنا ونَحنُ هُنا في يَهوذا خائِفون، فكَم بِالأَحْرى إِذا ذَهَبنا إِلى قَعيلَة لِمُحارَبَةِ صُفوفِ الفَلِسطينِيِّين!»
 [4]  فعادَ داوُدُ وسأَلَ الرَّبَّ أَيضًا، فأَجابَه الرَّبُّ وقال: «قُمْ فٱنزِلْ إِلى قَعيلَة، فإِنِّي أُسلِمُ الفَلِسطينِيِّينَ إِلى يَدِكَ».
 [5]  فمَضى داوُدُ ورِجالُه إِلى قَعيلَة، وحارَبَ الفَلِسطينِيِّينَ وساقَ مَواشِيَهم وضَرَبَهم ضَربَةً شَديدَة، وخَلَّصَ داوُدُ أَهلَ قَعيلَة.
 [6]  وكانَ، لَمَّا هَرَبَ أَبِياتارُ بنُ أَحيمَلِكَ إِلى داود، أَنَّه نَزَلَ إِلى قعيلَة وفي يَدِه أَفود.
 [7]  وأُخبِرَ شاوُلُ بِأَنَّ داوُدَ قد دَخَلَ إِلى قَعيلَة. فقالَ شاوُل: «قد أَسلَمَه اللهُ إِلى يَدي، لأنَّه ٱحتَبَسَ في مَدينةٍ ذاتِ أَبْوابٍ ومَزاليج».
 [8]  وٱستَدْعى شاوُلُ كُلَّ الشَّعبِ إِلى القِتال، وإِلى النُّزولِ إِلى قَعيلَةَ ومُحاصَرَةِ داوُدَ ورِجالِه.
 [9]  وعَرَفَ داوُدُ أَنَّ شاوُلَ قد أَضمَرَ لَه السُّوء. فقالَ لأَبِياتارَ الكاهِن: «هَلُمَّ بِالأَفود».
 [10]  وقالَ داوُد: «أَيُّها الرَّبُّ، إِلٰهُ إِسْرائيل، قد بَلَغَ عَبدَكَ أَنَّ شاوُلَ يُريدُ أَن يَدخُلَ إِلى قَعيلَة، لِيُخَرِّبَ المَدينةَ بِسَبَبي.
 [11]  فهَل يُسلِمُني أَعْيانُ قَعيلَةَ إِلى يَدِه؟ وهَل يَنزِلُ شاوُلُ كما سَمِعَ عَبدُكَ؟ أَيُّها الرَّبُّ، إِلٰهُ إِسْرائيل، أَخبِرْ عَبدَكَ». فقالَ الرَّبّ: «يَنزِل».
 [12]  فقالَ داوُد: «وهَل يُسلِمُني أَعْيانُ قَعيلَةَ، أَنا ورِجالي، إِلى يَدِ شاوُل؟» فقالَ الرَّبّ: «يُسلِمون».
 [13]  فقامَ داوُدُ ورِجالُه، وكانوا نَحوَ سِتِّ مِئَةِ رَجُل، وخَرَجوا مِن قَعيلَةَ وهاموا على وُجوهِهم. فأُخبِرَ شاوُلُ أَنَّ داوُدَ قد هَرَبَ مِن قَعيلَة. فعَدَلَ عن الخُروجِ إِلى الحَرْب.
 [14]  وأَقامَ داوُدُ في البَرِّيَّة، في المَلاجئ، ثُمَّ أَقامَ في الجَبَل، في بَرِّيَّةِ زيف. وكانَ شاوُلُ يَطلُبُه كُلَّ يَوم، ولٰكِنَّ اللهَ لم يُسلِمْه إِلى يَدِه.
 [15]  ورَأَى داوُدُ أَنَّ شاوُلَ قد خَرَجَ يَطلُبُ نَفْسَه، وكانَ داوُدُ في حُرْشَة، في بَرِّيَّةِ زيف.
 [16]  فقامَ يوناتانُ بنُ شاوُل وأَتى إِلى داوُدَ في حُرشَة، وشَدَّدَ عَزيمَتَه بِٱسمِ الله، وقالَ لَه:
 [17]  «لا تَخَفْ، لأَنَّ يَدَ شاوُلَ أَبي لن تُصيبَكَ، وأَنتَ ستَملِكُ على إِسْرائيل، وأَنا أَكونُ لَكَ ثانِيًا، وشاوُلُ أَبي أَيضًا يَعلَمُ ذٰلك»
 [18]  وقَطَعا كِلاهما عَهدًا أَمامَ الرَّبّ. ولَبِثَ داوُدُ في حُرشَة، وٱنصَرَفَ يوناتانُ إِلى بَيتِه.
 [19]  وصَعِدَ الزِّيفِيُّونَ إِلى شاوُلَ في جَبْعَ وقالوا: «إِنَّ داوُدَ مُختَبِئٌ عِندَنا في المَلاجِئِ الَّتي في حُرشَة، في أَكَمَةِ الحَكيلَة، جَنوبِيَّ القَفْر.
 [20]  فحينَ أَحَبَّت نَفسُكَ، أَيُّها المَلِك، أَن تَنْزِلَ، فٱنزِلْ، وعلَينا أَن نُسلِمَه إِلى يَدِ المَلِك».
 [21]  فقالَ شاوُل: «مُبارَكونَ أَنتُم لَدى الرَّبّ، لأَنَّكم رَحِمتُموني.
 [22]  فٱنصَرِفوا وتَحَقَّقوا أَيضًا وٱعلَموا وٱنظُروا في أَيِّ مَكانٍ قَدَمُه ومَنِ الَّذي أَبصَرَه هُناك، فقَد قيلَ لي إِنَّه كَثيرُ الٱحتِيال.
 [23]  فٱنظُروا وٱعلَموا بِجَميعِ المَخابِئِ الَّتي يَختَبِئُ فيها، وعودوا إِلَيَّ بِاليَقين، فأَسيرَ مَعَكم. وإِن كانَ في تِلكَ الأَرْض، فإِنِّي أَبحَثُ عنه في جَميعِ أُلوفِ يَهوذا».
 [24]  فقاموا وذَهَبوا إِلى زيفَ قُدَّامَ شاوُل، وكانَ داوُدُ ورِجالُه في بَرِّيَّةِ مَعون، في العَرَبة، جَنوبِيَّ القَفْر.
 [25]  ومَضى شاوُلُ ورِجالُه في الطَلَب. فأُخبِرَ داوُدُ فنَزَلَ إِلى الصَّخرة، وأَقامَ في بَرِّيَّةِ مَعون. فلَمَّا سَمِعَ شاوُل، تَعَقَّبَ داوُدَ إِلى بَرِّيَّةِ مَعون.
 [26]  وكانَ شاوُلُ يَسيرُ في جانِبِ الجَبَلِ مِن هٰهُنا، وداوُدُ ورِجالُه في الجانِبِ الآخَرِ مِن هُناك. وكانَ داوُدُ مُسرِعًا في هَرَبِه مِن شاوُل، وشاوُلُ ورِجالُه يُحيطونَ بِداوُدَ ورِجالِه لِيأخُذوهم.
 [27]  فأَتى شاوُلَ رَسولٌ وقالَ لَه: «أَسرِعْ وٱذهَبْ، لأَنَّ الفَلِسطينِيِّينَ قد أَغاروا على الأَرْض».
 [28]  فكَفَّ شاوُلُ عن مُلاحَقَةِ داوُد، ومَضى لِلِقاءِ الفَلِسطينِيِّين. ولِذٰلك دُعِيَ ذٰلك المَكانُ صَخرَةَ الٱفتِراق.