< سفر صموئيل الأول 18

Listen to this chapter • 4 min
[1] ولَمَّا ٱنتَهى داوُدُ مِن كَلامِه مع شاوُل، تَعَلَّقَت نَفسُ يوناتانَ بِنَفْسِ داوُد، وأَحبَّه يوناتانُ حُبَّه لِنَفْسِه.
[2] وأَمْسَكَه شاوُلُ في ذٰلك اليَوم، ولم يَدَعْه يَرجِعُ إِلى بَيتِ أَبيه.
[3] وقَطَعَ يوناتانُ مع داوُدَ عَهدًا، لأَنَّه أَحبَّه حُبَّه لِنَفْسِه.
[4] وخَلَعَ يوناتانُ الرِّداءَ الَّذي علَيه ووَهَبَه لِداوُدَ مع سائِرِ ثِيابِه، حتَّى سَيفَه وقَوسَه وحِمالَتَه.
[5] وكانَ داوُدُ يَخرُجُ حَيثُما أَرسَلَه شاوُل ويَتَصَرَّفُ بِحِكمَة. فأَقامَه شاوُلُ على رِجالِ الحَرْب، وحَظِيَ في عُيونِ الشَّعْبِ كُلِّه وعُيونِ ضُبَّاطِ شاوُلَ أَيضًا.
[6] وكانَ، عِندَ وُصولِهم حينَ رَجَعَ داوُدُ مِن قَتلِ الفَلِسطينيّ، أَن خَرَجَتِ النِّساءُ مِن جَميعِ مُدُنِ إِسْرائيل، وهُنَّ يُغَنِّينَ ويَرقُصنَ بِدُفوفٍ وهُتافاتِ ٱبتِهاجٍ ومُثَلَّثاتٍ في ٱستِقْبالِ شاوُلَ المَلِك.
[7] فأَنشَدَتِ النِّساءُ الرَّاقِصاتُ وقُلنَ: «قَتَلَ شاوُلُ أُلوفَه وداوُدُ رِبْواتِه».
[8] فغَضِبَ شاوُلُ غَضَبًا شَديدًا وساءَ ذٰلك الكَلامُ في عَينَيه وقال: «جُعِلَ لِداوُدَ رِبْوات، وأَمَّا لي فجُعِلَ أُلوف، فلم يَبْقَ لَه إِلاَّ المَملَكَة».
[9] وأَخَذَ شاوُلُ يَنظُرُ إِلى داوُدَ بِعَينِ الشَّرِّ مِن ذٰلِكَ اليَومِ فصاعِدًا.
[10] وكانَ في الغَدِ أَنِ ٱعتَرى شاوُلَ الرُّوحُ الشِّرّيرُ مِن لَدُنِ الله، فأَخَذَ يَتَنَبَّأُ في داخِلِ بَيتِه، وكانَ داوُدُ يَعزِفُ بِيَدِه، كما كانَ يَفعَلُ كُلَّ يَوم. وكانَ في يَدِ شاوُلَ رُمْح.
[11] فرَمى شاوُلُ بِالرُّمحِ قائِلًا في نَفْسِه: «أُسَمِّرُ داوُدَ في الحائط». فتَنَحَّى داوُدُ مِن أَمامِه مَرَّتَين.
[12] فخافَ شاوُلُ مِن داوُد، لأَنَّ الرَّبَّ كانَ معَه وقد أَعرَضَ عن شاوُل.
[13] فأَبعَدَه شاوُلُ مِن عِندِه وأَقامَه رَئيسَ أَلْف. فكانَ يَخرُج ويَدخُلُ أَمامَ الشَّعْب.
[14] وكانَ داوُدُ يَتَصَرَّفُ بِحِكمَةٍ في كُلِّ ما يَقومُ بِه، وكانَ الرَّبُّ معَه.
[15] ورأَى شاوُلُ أَنَّه حَكيمٌ جِدًّا، فخافَ مِنه.
[16] وأَحَبَّ كُلُّ إِسْرائيلَ ويَهوذا داوُد، لأَنَّه كانَ يَخرُجُ ويَدخُلُ أَمامَهم.
[17] فقالَ شاوُلُ لِداوُد: «هٰذه ٱبنَتي الكُبْرى ميراب، أُعطيكَ إِيَّاها زَوجَةً، ولٰكِن كُنْ لي ذا بأس، وحارِبْ حُروبَ الرَّبّ»، لأَنَّ شاوُلَ كانَ يَقولُ: «لا تَكُنْ يَدي علَيه، وإِنَّما تَكونُ علَيه يَدُ الفَلِسطينِيِّين».
[18] فقالَ داوُدُ لِشاوُل: «مَن أَنا وما عَشيرتي وعَشيرةُ أَبي في إِسْرائيلَ حتَّى أَكونَ صِهرَ المَلِك؟»
[19] ولٰكن، في ميعادِ إِعْطاءِ ميرابَ، ٱبنَةِ شاوُلَ، لِداوُد، أَنَّها أُعطِيَت زَوجَةً لِعَدريئيلَ المَحولِيّ.
[20] وأَحَبَّت ميكالُ، ٱبنَةُ شاوُلَ، داوُد. فأُخبِرَ شاوُل، فحَسُنَ الأَمرُ في عَينَيه،
[21] وقالَ شاوُلُ في نَفْسِه: «أُعطيه إِيَّاها، فتَكونُ لَه فَخًّا، وتَكونُ يَدُ الفَلِسطينِيِّينَ علَيه». فقالَ شاوُلُ لِداوُدَ مَرَّةً ثانِيَة: «تُصاهِرُني اليَومَ».
[22] وأَمَرَ شاوُلُ حاشِيَتَه قائِلًا: «تَكَلَّموا مع داوُدَ سِرًّا وقولوا: «إِنَّكَ قد أَعجَبتَ المَلِك، وكُلُّ حاشِيَتِه أَحبَّتكَ، فصاهِرِ الآنَ المَلِك».
[23] فلَمَّا تَكَلَّمَت حاشِيَةُ شاوُلَ على مِسمَعِ داوُدَ بِهٰذا الكَلام، قالَ داوُد: «أَقَليلٌ عِندَكم أَن أُصاهِرَ المَلِكَ وأَنا رَجُلٌ مِسكينٌ حَقير؟»
[24] فأَخبَرَت شاوُلَ حاشِيَتُه وقالَت: «كذا قالَ داوُد».
[25] فقالَ شاوُل: «هٰذا ما تَقولونَه لِداوُد: لَيسَت رَغبَةُ المَلِكِ في المَهْرِ، ولٰكِنَّه يُريدُ مِئَةَ قُلفَةٍ مِنَ الفَلِسطينِيِّينَ ٱنتِقامًا مِن أَعْداءِ المَلِك». وكانَ شاوُلُ قد أَضمَرَ أَن يُوقِعَ داوُدَ في يَدِ الفَلِسطينِيِّين.
[26] فأَخبَرَت حاشِيَةُ شاوُلَ داوُدَ بِهٰذا الكَلام، فحَسُنَ الأَمرُ في عَينَي داوُدَ أن يُصاهِرَ المَلِك. فلَم تَتِمَّ الأَيَّامُ
[27] حتَّى قامَ داوُدُ وذَهَبَ هو ورِجالُه وقَتَلَ مِنَ الفَلِسطينِيِّين مِئَتَي رَجُلٍ وجاءَ داوُدُ بِقُلَفِهم، فسُلِّمَت بتَمامِها إِلى المَلِكِ لِيُصاهِرَه. فزَوَّجَه شاوُلُ ميكالَ ٱبنَتَه.
[28] ورأَى شاوُلُ وعَلِمَ أَنَّ الرَّبَّ مع داوُد. وكانَت ميكالُ ٱبنَةُ شاوُلَ تُحِبُّ داوُد.
[29] وٱزدادَ شاوُلُ خَوفًا مِن داوُد، وصارَ شاوُلُ عَدُوًّا لِداوُدَ كُلَّ الأَيَّام.
[30] وخَرَجَ قُوَّادُ الفَلِسطينِيِّينَ إِلى الحَرْب، وكان داوُدُ، كُلَّما خَرَجوا، أَحكَمَ تَصَرُّفًا مِن جَميعِ ضُبَّاطِ شاوُل. فعَظُمَ ٱسمُه كَثيرًا.