< سفر الملوك الأول 22

Listen to this chapter • 7 min
[1] ومَضَت ثَلاثُ سَنَواتٍ ولَم يَكُنْ حَربٌ بَينَ أَرامَ وإِسْرائيل.
[2] ولَمَّا كانَتِ السَّنَةُ الثَّالِثَة، اِنحدَرَ يوشافاط، مَلِكُ يهوذا، إِلى مَلِكِ إِسْرائيل.
[3] فقالَ مَلِكُ إِسْرائيلَ لِضُبَّاطِه: «أَلا تَعلَمونَ أَنَّ راموتَ جِلْعادَ هي لَنا ونَحنُ مُتَقاعِدونَ عن أَخذِها مِن يَدِ مَلِكِ أَرام؟»
[4] وقالَ لِيوشافاط: «أَتَمْضي مَعي لِلقِتالِ إِلى راموتَ جِلْعاد؟» فقالَ يوشافاطُ لِمَلِكِ إِسْرائيل: «إِنَّما نَفْسي كنَفسِكَ وشَعْبي كشَعبِكَ وخَيلي كخَيلِكَ».
[5] وقالَ يوشافاطُ لِمَلِكِ إِسْرائيل: «إسأَلِ اليَومَ كَلامَ الرَّبّ».
[6] فجَمَعَ مَلِكُ إِسْرائيلَ الأَنبِياءَ، نَحوَ أَربَعِ مِئَةِ رَجُل، وقالَ لَهم: «أَأَمْضي إِلى راموتَ جِلْعادَ لِلقِتالِ أَم أَمتَنِع؟» فقالوا: «إِصعَدْ، فإِنَّ الرَّبَّ مُسلِمُها إِلى يَدِ المَلِك».
[7] فقالَ يوشافاط: «أَلَم يَبْقَ هُنا نَبِيٌّ لِلرَّبّ؟ فلْنَسأَلْه بواسِطتِه»
[8] فقالَ مَلكُ إِسْرائيلَ لِيوشافاط: «إِنَّه لا يَزالُ رَجُلٌ واحِدٌ نَسألُ الرَّبَّ بِواسِطَتِه، ولَكِنِّي أُبغِضُه لأَنَّه لا يَتَنَبَّأُ علَيَّ بِخَيرٍ، بل بِشَرّ، وهو ميخا بنُ يِملَة». فقالَ يوشافاط: «لا يَتَكَلَّمِ المَلِكُ هٰكذا».
[9] فدَعا مَلِكُ إِسْرائيلَ أَحَدَ الخِصْيانِ وقال: «عَلَيَّ بِميخا بنِ يِملَة».
[10] وكانَ مَلِكُ إِسْرائيلَ ويوشافاطُ مَلِكُ يَهوذا جالِسَينِ، كُلُّ واحِدٍ على عَرشِه، لابِسَينِ لِباسَهما في البَيدَر، عِندَ مَدخَلِ بابِ السَّامِرَة، وجَميعُ الأَنبِياءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمامَهما.
[11] وكانَ صِدقِيَّا بنُ كَنعَةَ قد صَنَعَ لِنَفسِه قُرونَ حَديد، فقال: «هٰكذا قالَ الرَّبّ: بِهٰذه تَنطِحُ الأَرامِيّينَ حتَّى يَفنَوا».
[12] وكانَ جَميعُ الأَنبِياءِ يَتَنَبَّأُونَ هٰكذا قائِلين: «إِصعَدْ إِلى راموتَ جِلْعادَ فتَفوز، فإِنَّ الرَّبَّ مُسلِمُها إِلى يَدِ المَلِك».
[13] وإِنَّ الرَّسولَ الَّذي مَضى لِيَدعُوَ ميخا خاطَبَه قائِلًا: «إِنَّ الأَنبِياءَ قد تَكَلَّموا بِفَمٍ واحِدٍ بِخَيرٍ لِلمَلِك. فلْيَكُنْ كَلامُكَ كَكَلامِ واحِدٍ مِنهم وتَكَلَّمْ بِخَير».
[14] فقالَ ميخا: «حَيٌّ الرَّبّ! لَن أَقولَ إِلاَّ ما يَقولُه الرَّبُّ لي».
[15] وأَتى إِلى المَلِكِ فقالَ لَه المَلِك: «يا ميخا، أَنَمْضي إِلى راموتَ جِلْعادَ لِلقِتالِ أَم نَمتَنِع؟» فقالَ لَه: «إِصعَدْ فتَفوز، فإِنَّ الرَّبَّ مُسلِمُها إِلى يَدِ المَلِك».
[16] فقالَ لَه المَلِك: «كم مَرَّةٍ أَستَحلِفُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَني إِلاَّ بِالحَقِّ بِٱسمِ الرَّبّ؟»
[17] فقال: «رَأَيتُ كُلَّ إِسْرائيلَ مُبَدَّدًا على الجِبالِ كالغَنَمِ الَّتي لا راعِيَ لَها. فقالَ الرَّبُّ: لَيسَ لِهٰؤُلاءِ سَيِّد. فلْيَرجِعْ كُلٌّ مِنهم إِلى بَيتِه بِسَلام».
[18] فقالَ مَلِكُ إِسْرائيلَ لِيوشافاط: «أَلَم أَقُلْ لَكَ إِنَّه لا يَتَنَبَّأُ علَيَّ بِخَيرٍ، بل بِشَرّ؟»
[19] فقالَ مِيخا: «إِسمَعْ كَلامَ الرَّبّ. رَأَيتُ الرَّبَّ جالِسًا على عَرشِه وجَميعُ قُوَّاتِ السَّماءِ واقِفَةٌ لَدَيه على يَمينِه وشِمالِه.
[20] فقالَ الرَّبّ: مَن يُغْوي أَحآبَ حتَّى يَصعَدَ ويَسقُطَ في راموتَ جِلْعاد؟ فقالَ هٰذا كذا وقالَ ذاكَ كذا.
[21] ثُمَّ خَرَجَ روحٌ ووَقَفَ أَمامَ الرَّبِّ وقال: أَنا أُغْويه. فقالَ لَه الرَّبّ: بِماذا؟
[22] فقال: أَخرُجُ وأَكُونُ روحَ كَذِبٍ في أَفْواهِ جَميعِ أَنبِيائِه. فقالَ الرَّبّ: إِنَّكَ تُغْويه وتَنجَح، فٱخرُجْ وٱصنَعْ هٰكذا.
[23] والآنَ فقَد جَعَلَ الرَّبُّ روحَ كَذِبٍ في أَفْواهِ جَميعِ أَنبِيائِكَ هٰؤُلاءِ، والرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيكَ بِشَرّ».
[24] فتَقَدَّمَ صِدقِيَّا بنُ كَنعَةَ ولَطَمَ ميخا على خَدِّه وقال: «مِن أَينَ عَبَرَ روحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟»
[25] فقالَ ميخا: «ستَرى هٰذا يَومَ تَدخُلُ فيه مُخدَعًا ضِمنَ مُخدَعٍ لِتَختَبِئ».
[26] فقالَ مَلِكُ إِسْرائيل: «خُذْ ميخا ورُدَّه إِلى آمون، رَئيسِ المَدينة، ويوآشَ، ٱبنِ المَلِك،
[27] وقُلْ: هٰكذا أَمَرَ المَلِكَ: ضَعوا هٰذا في السِّجنِ وغَذُّوه بِخُبزِ الضِّيقِ وماءِ الضِّيق، إِلى أَن أَرجِعَ بِسَلام».
[28] فقالَ ميخا: «إِن رَجَعتَ بِسَلام، فلَم يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ فِيَّ». وقال: «إِسمَعي أَيَّتُها الشُّعوبُ جَميعًا».
[29] ثُمَّ صَعِدَ مَلِكُ إِسْرائيلَ ويوشافاط، مَلِكُ يهوذا، إِلى راموتَ جِلْعاد.
[30] فقالَ مَلِكُ إِسْرائيلَ لِيوشافاط: «أَنا أَتَنَكَّرُ وأَذهَبُ إِلى القِتال، وأَمَّا أَنتَ فٱلبَسْ لِباسَكَ». فتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرائيلَ وذَهَبَ إِلى القِتال.
[31] وأَمَرَ مَلِكُ أَرامَ رُؤَساءَ مَركَباتِه الِٱثنَينِ والثَّلاثينَ قائلًا: «لا تُحارِبوا صَغيرًا ولا كبيرًا إِلاَّ مَلِكَ إِسْرائيلَ وَحدَه».
[32] فلَمَّا رأَى رُؤَساءُ المَركَباتِ يوشافاطَ قالوا: «لا شَكَّ أَنَّ هٰذا هو مَلِكُ إِسْرائيل». فمالوا علَيه لِيُقاتِلوه، فصَرَخَ يوشافاط.
[33] فلَمَّا رأَى رُؤَساءُ المَركَباتِ أَنَّه لَيسَ بِمَلِكِ إِسْرائيل، رَجَعوا عنه.
[34] وإِنَّ رَجُلًا رَمى قَوسَه غَيرَ مُتَعَمِّدٍ، فأَصابَ مَلِكَ إِسْرائيلَ بَينَ مَفاصِلِ الدِّرْع. فقالَ لِسائِقِ مَركَبَتِه: «عُدْ إِلى الوَراءِ وٱخرُجْ بي مِن الحَومَة، فإِنِّي قد جُرِحتُ».
[35] وٱشتَدَّ القِتالُ في ذٰلك اليَوم، والمَلِكُ واقِفٌ مَسْنودًا في مَركَبَتِه مُقابِلَ أَرام. وماتَ في المَساء، وكانَ دَمُ الجُرحِ سائِلًا في أَرضِ المَركَبَة.
[36] وٱنتَشَرَ نِداءٌ في المُعَسكَرِ عِندَ غُروبِ الشَّمْسِ أَن: «لِيَنصَرِفْ كُلُّ رَجُلٍ إِلى مَدينَتِه وكُلُّ رَجُلٍ إِلى أَرضِه».
[37] وهٰكذا ماتَ المَلِكُ وأُوتِيَ بِه إِلى السَّامِرَة، ودُفِنَ في السَّامِرَة.
[38] وغُسِلَت مَركَبَتُه في بِركَةِ السَّامِرَة، فلَحِسَتِ الكِلابُ دَمَه، وٱغتَسَلَتِ البَغايا فيه، على حَسَبِ كَلامِ الرَّبِّ الَّذي تَكَلَّمَ بِه.
[39] وبَقِيَّةُ أَخْبارِ أَحآبَ وكُلُّ ما صَنَعَه، وبَيتُ العاجِ الَّذي بَناه، وجَميعُ المُدُنِ الَّتي بَناها، أَفَلَيسَت مَكْتوبةً في سِفرِ أَخْبارِ الأَيَّامِ لِمُلوكِ إِسْرائيل؟
[40] وٱضَّجَعَ أَحآبُ مع آبائِه، ومَلَكَ أَحَزْيا ٱبنُه مَكانَه.
[41] ومَلَكَ يوشافاطُ بنُ آسا على يَهوذا في السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لأَحآب، مَلِكِ إِسْرائيل.
[42] وكانَ يوشافاطُ ٱبنَ خَمسٍ وثَلاثينَ سَنَةً حينَ مَلَك، ومَلَكَ في أُورَشَليمَ خَمسًا وعِشْرينَ سَنَة. وٱسمُ أُمِّه عَزوبَةُ بِنتُ شِلْحي.
[43] وسارَ في جَميعِ طُرُقِ أَبيه آسا ولم يَحِدْ عَنها، وَصَنَعَ ما هو قَويمٌ في عَينَي الرَّبّ.
[44] وأَمَّا المَشارِفُ فلَم تُزَلْ، وكانَ الشَّعبُ لا يَزالُ يَذبَحُ ويُحرِقُ البَخورَ على المَشارِف.
[45] وكانَ يوشافاطُ مسالِمًا لِمَلِكِ إِسْرائيل.
[46] وبَقِيَّةُ أَخْبارِ يوشافاط، وبَأسُه الَّذي أَبْداه، وحُروبُه، أَفَلَيسَت مَكْتوبةً في سِفرِ أَخْبارِ الأَيَّامِ لِمُلوكِ يَهوذا؟
[47] وبَقِيَّةُ المَأبونينَ الَّذينَ بَقوا مِن أَيَّامِ آسا أَبيه كَنَسَهم مِنَ الأَرْض.
[48] ولم يَكُنْ مَلِكٌ في أَدوم، فمَلَكَ وَكيل.
[49] وصَنَعَ يوشافاطُ سُفُنَ تَرْشيش، لِتَذهَبَ إِلى أُوفيرَ لِجَلبِ الذَّهَب، ولَكِنَّها، لم تَذهَبْ، لأَنَّها ٱنكَسَرَت في عَصْيونَ جابَر.
[50] حينَئذٍ قالَ أَحَزْيا بنُ أَحآبَ لِيوشافاط: «لِيَخرُجْ رِجالي مع رِجالِكَ في السُّفُن». فأَبى يوشافاط.
[51] وٱضَّجَعَ يوشافاطُ مع آبائِه، وقُبِرَ مع آبائِه في مَدينةِ داوُدَ أَبيه، ومَلَكَ يورامُ ٱبنُه مَكانَه.
[52] ومَلَكَ أَحَزْيا بنُ أَحآبَ على إِسْرائيلَ في السَّامِرة، في السَّنَةِ السَّابِعَةَ عَشرَةَ لِيوشافاط، مَلِكِ يَهوذا، ومَلَكَ على إِسْرائيلَ سَنَتَين.
[53] وصَنَعَ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ، وسارَ في طَريقِ أَبيه وطَريقِ أُمِّه وفي طَريقِ يارُبْعامَ بنِ نَباطَ الَّذي جَعَلَ إِسْرائيلَ يَخطَأ.
[54] فعَبَدَ البَعلَ وسَجَدَ لَه، وأَسخَطَ الرَّبَّ، إِلٰهَ إِسْرائيل، على حَسَبِ كُلِّ ما صَنَعَ أَبوه.