< رسالة كورنثوس الأولى 7

Listen to this chapter • 5 min
[1] وأَمَّا ما كَتَبتُم بِه إِلَيَّ، فيَحسُنُ بِالرَّجُلِ أَن لا يَمَسَّ المَرأَة،
[2] ولٰكِن، لِتَجَنُّبِ الزِّنى، فلْيَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ ٱمرَأَتُه ولِكُلِّ ٱمرَأَةٍ زَوجُها،
[3] ولْيَقْضِ الزَّوْجُ ٱمرَأَتَه حَقَّها، وكذٰلِكَ المَرأَةُ حَقَّ زَوجِها.
[4] لا سُلطَةَ لِلمَرأَةِ على جَسَدِها فإِنَّما السُّلطَةُ لِزَوجها، وكَذٰلِكَ الزَّوجُ لا سُلطَةَ لَه على جسَدِه فإِنَّما السُّلطَةُ لِٱمرَأَتِه.
[5] لا يَمنَعْ أَحدُكُما الآخَر إِلاَّ على ٱتِّفاقٍ بَينكُما وإِلى حِين كَي تَتفَرَّغا لِلصَّلاة، ثُمَّ عودا إِلى الحَياةِ الزَّوجِيَّة لِئَلاَّ يُجَرِّبَكُما الشَّيطانُ لِقِلَّةِ عِفَّتِكُما.
[6] وأَقولُ هٰذا مِن بابِ الإِجازة، لا مِن بابِ الأَمْر،
[7] فإِنِّي أَوَدُّ لو كانَ جَميعُ النَّاسِ مِثْلي. ولٰكِنَّ كُلَّ إِنسانٍ يَنالُ مِنَ اللهِ مَوهِبَتَه الخاصَّة، فبَعضُهُم هٰذه وبعضُهُم تِلْك.
[8] وأَقولُ لِغَيرِ المُتَزَوِّجينَ والأَرامِل إِنَّه يَحسُنُ بِهِم أَن يَظَلُّوا مِثْلي.
[9] فإِذا لم يُطيقوا العَفاف فلْيَتَزَوَّجوا، فالزَّواجُ خَيرٌ مِنَ التَّحَرُّق.
[10] وأَمَّا المُتَزَوِّجونَ فأُوصيهم، ولَستُ أَنا المُوصي، بلِ الرَّبّ، بِأَن لا تُفارِقَ المَرأَةُ زَوجَها،
[11] - وإِن فارَقَتْه فلْتَبقَ غَيرَ مُتَزَوِّجة أَو فلْتُصالِحْ زَوجَها - وبِأَلاَّ يَتَخَلَّى الزَّوجُ عنِ ٱمرَأَتِه.
[12] وأَمَّا الآخَرونَ فأَقولُ لَهم أَنا لا الرَّبّ: إِذا كانَ لأَخٍ ٱمرَأَةٌ غَيرُ مُؤمِنةٍ ٱرتَضَت أَن تُساكِنَه، فلا يَتَخَلَّ عنها،
[13] وإِذا كانَ لِٱمرَأَةٍ زَوجٌ غَيرُ مُؤمِنٍ ٱرتَضى أَن يُساكِنَها، فلا تَتَخَلَّ عن زَوجِها،
[14] لأَنَّ الزَّوجَ غَيرَ المُؤمِنِ يَتَقَدَّسُ بِٱمرَأَتِه، والمَرأَةَ غَيرَ المُؤمِنةِ تَتَقَدَّسُ بِالزَّوجِ المُؤمِن، وإِلاَّ كانَ أَولادُكُم أَنجاسًا، مع أَنَّهم قِدِّيسون.
[15] وإِن شاءَ غَيرُ المُؤمِنِ أَن يُفارِق فلْيُفارِق، فلَيسَ الأَخُ أَوِ الأُختُ في مِثْلِ هٰذه الحالِ بِمُرتَبِطَيْن، لأَنَّ اللهَ دعاكُم أَن تَعيشوا بِسَلام.
[16] فما أَدْراكِ أَيَّتُها المَرأَةُ أَنَّكِ تُخَلِّصينَ زَوجَكِ؟ وما أَدْراكَ أَيُّها الرَّجُلُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ ٱمرَأَتَك؟
[17] ومَهما يَكُنْ مِن أَمْرٍ فلْيَسِر كُلُّ واحِدٍ في حَياتِه على ما قَسَمَ لَه الرَّبُّ كما كانَ علَيه إِذ دَعاهُ الله، وهٰذا ما أَفرِضُه في الكَنائِسِ كُلِّها.
[18] أَدُعِيَ أَحَدٌ وهو مَخْتون؟ فلا يُحاوِلَنَّ إِزالَةَ خِتانِه. أَدُعِيَ أَحَدٌ وهو أَقلَف؟ فلا يَطلُبَنَّ الخِتان.
[19] لَيسَ الخِتانُ بِشَيءٍ ولا القَلَفُ بشَيء، بلِ الشَّيءُ هو حِفْظُ وَصايا الله.
[20] فلْيَبقَ كُلُّ واحِدٍ على الحالِ الَّتي كانَ فيها حِينَ دُعِيَ.
[21] أَأَنتَ عَبدٌ حِينَ دُعِيتَ؟ فلا تُبالِ، ولَو كانَ بِوُسْعِكَ أَن تَصيرَ حُرًّا، فالأَولى بِكَ أَن تَستَفيدَ مِن حالِكَ،
[22] لأَنَّه مَن دُعِيَ في الرَّبِّ وهو عَبْد كانَ عَتيقَ الرَّبّ، وكَذٰلِك مَن دُعِيَ وهو حُرّ كانَ عَبْدَ المسيح.
[23] قدِ ٱشتُرِيتُم وأُدِّيَ الثَّمَن، فلا تَصيروا عَبيدَ النَّاس.
[24] فلْيَبقَ كُلُّ واحِدٍ، أَيُّها الإِخوَة، لَدى اللهِ على ما كانَ علَيه حِينَ دُعِيَ.
[25] وأَمَّا الفَتَياتُ والفِتْيان، فلَيسَ لَهم عِنْدي وصِيَّةٌ مِنَ الرَّبّ، ولٰكِنِّي أُدْلي بِرَأيي وهو رأيُ رَجُلٍ جَعَلَته رَحمَةُ اللهِ جَديرًا بِالثِّقَة.
[26] وأَرى أَنَّ حالَهُم حَسَنَةٌ بِسَبَبِ الشِّدَّةِ الحاضِرة، فإِنَّه يَحسُنُ بِالإِنسانِ أَن يَكونَ على هٰذِه الحال.
[27] أَأَنتَ مُرتَبِطٌ بِٱمرَأَة؟ فلا تَطلُبِ الفِراق. أَأَنتَ غَيرُ مُرتَبِطٍ بِٱمرَأَة؟ فلا تَطلُبِ ٱمرَأة،
[28] وإِذا تَزَوَّجتَ فلا ذَنْبَ عَلَيكَ، وإِذا تَزَوَّجتِ الفَتاة فلا ذَنْبَ عَلَيها، ولٰكِنَّ أَمثالَ هٰؤُلاءِ سيَلقَونَ مَشَقَّةً في أَجْسادِهم، وإِنِّي أُريدُ أَن أَحمِيَكُم مِنها.
[29] أَقولُ لَكُم، أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ الزَّمانَ يَتَقاصَر: فمُنذُ الآن لِيَكُنِ الَّذينَ لَهمُ ٱمرَأَةٌ كأَنَّهم لا ٱمرَأَةَ لَهم،
[30] والَّذينَ يَبْكون كأَنَّهم لا يَبْكون، والَّذينَ يَفرَحون كأَنَّهم لا يَفرَحون، والَّذينَ يَشتَرون كأَنَّهم لا يَملِكون،
[31] والَّذينَ يَستَفيدونَ مِن هٰذا العالَم كأَنَّهم لا يستفيدون حَقًّا، لأَنَّ صُورةَ هٰذا العالَمِ في زَوال.
[32] بِوَدِّي لو كُنتُم مِن دونِ هَمّ، فإِنَّ غَيرَ المُتَزَوِّجِ يَصرِفُ هَمَّه إِلى أُمورِ الرَّبِّ والوَسائِلِ الَّتي يُرْضي بِها الرَّبّ،
[33] والمُتَزَوِّجَ يَصرِفُ هَمَّه إِلى أُمورِ العالَمِ والوَسائِلِ الَّتي يُرْضي بِها ٱمرَأَتَه،
[34] فهو مُنقَسِم. وكذٰلِكَ المَرأَةُ غيرُ المُتَزَوِّجَة ومِثْلُها الفَتاةُ تَصرِفانِ هَمَّهُما إِلى أُمورِ الرَّبّ لِتَكونا مُقَدَّسَتَينِ جَسَدًا ورُوحًا، وأَمَّا المُتَزوِّجة فتَصرِفُ هَمَّها إِلى أُمورِ العالَمِ والوَسائِلِ الَّتي تُرْضي بِها زَوجَها.
[35] أَقولُ هٰذا لِفائِدتِكم أَنتُم، لا لأَنصِبَ لَكم فَخًّا، بل لِتَقوموا بما هو أَحسَن وتَلزَموا الرَّبَّ لا يَشغُلُكم عنه شاغِل.
[36] وإِذا رَأَى أَحَدٌ أَنَّه قد لا يَصونُ خَطيبَتَه، إِنِ ٱشتدَّت رَغبَتُه، وأَنَّه لا بُدَّ لِلأُمورِ أَن تَجرِيَ مَجْراها، فَلْيَفْعَلْ ما يَشاء، إِنَّه لا يَخطأ: فلْيَتَزَوَّجا.
[37] ولٰكِن مَن عَزَمَ في قَلْبِه، وكانَ غَيرَ مُضطَرٍّ، حُرًّا في ٱختِيارِه، وصَمَّمَ في صَميمِ قَلبِه أَن يَصونَ خطيبَتَه، فنِعْمَ ما يَفعَل!
[38] فَمَن تَزَوَّجَ خَطيبَتَه فَعَلَ حَسَنًا، ومَن لم يَتَزَوَّجْها كانَ أَحسَنَ فِعْلاً.
[39] إِنَّ المَرأَةَ تَظَلُّ مُرتَبِطَةً بِزَوجِها ما دامَ حَيًّا، فإِن ماتَ زَوجُها أَصبَحَت حُرَّةً، لَها أَن تَتَزَوَّجَ مَن شاءَت، ولٰكن زَواجًا في الرَّبِّ فَقَط.
[40] غَيرَ أَنَّها كما أَرى تَكونُ أَكثَرَ سَعادَةً إِذا بَقيَت على حالِها، وأَظُنُّ رُوحَ اللهِ فِيَّ أَنا أَيضًا.