< رسالة كورنثوس الأولى 1

Listen to this chapter • 3 min
[1] مِن بولُسَ الَّذي شاءَ اللهُ أَن يَدعُوَه لِيَكونَ رَسولَ المسيحِ يسوع، ومِنَ الأَخِ سُسْتينِس،
[2] إِلى كَنيسَةِ اللهِ في قورِنتُس، إِلى الَّذينَ قُدِّسوا في المسيحِ يسوع بِدَعوَتِهم لِيَكونوا قِدِّيسين مع جَميعِ الَّذينَ يَدْعونَ في كُلِّ مَكانٍ بِٱسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، رَبِّهِم ورَبِّنا.
[3] علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.
[4] إِنِّي أَشكُرُ اللهَ دائمًا في أَمرِكم على ما أُوتيتُم مِن نِعمَةِ اللهِ في المسيحِ يسوع.
[5] فقَد أُغْنيتُم فيه كُلَّ الغِنى في فُنونِ الكَلامِ وأَنْواعِ المَعرِفَة،
[6] فقد ثَبَتَت فيكُم شَهادةُ المسيح،
[7] حتَّى إِنَّه لا يُعوِزُكم شَيءٌ مِنَ الهِبات، وأَنتُم تَنتَظِرونَ تَجَلِّيَ رَبِّنا يسوعَ المسيح،
[8] وهُو الَّذي يُثَبِّتُكُم إِلى النِّهايَة حتَّى تَكونوا بِلا عَيبٍ يَومَ رَبِّنا يسوعَ المسيح.
[9] هو اللهُ أَمينٌ دَعاكُم إِلى مُشارَكةِ ٱبنِه يسوعَ المسيحِ رَبِّنا.
[10] أُناشِدُكُم، أَيُّها الإِخوَة، بِٱسمِ رَبِّنا يسوعَ المسيح، أَن تقولوا جَميعًا قَولاً واحِدًا وأَلاَّ يَكونَ بَينَكُمُ ٱختِلافات، بل كُونوا على وِئامٍ تامّ، في رُوحٍ واحِدٍ وفِكرٍ واحِد.
[11] فقَد أَخبَرَني عَنكم، أَيُّها الإِخوَة، أَهلُ خُلُوَة أَنَّ بَينكُمُ مُخاصَمات،
[12] أَعني أَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم يَقول: «أَنا لِبولُس» و«أَنا لأَبُلُّس» و«أَنا لِصَخْر» و«أَنا لِلمسيح».
[13] أَتُرى المسيحُ ٱنقَسَم؟ أَبولُسُ صُلِبَ مِن أَجْلِكُم؟ أَم بِٱسمِ بولُسَ ٱعتَمَدتُم؟
[14] إِنِّي، والحمدُ للهٍ، لم أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنكُم سِوى قِرسْبُس وغايُس،
[15] فلَيسَ لأَحَدٍ أَن يَقولَ إِنَّكُم بِٱسْمِيَ ٱعتَمَدتُم.
[16] بَلى، قد عَمَّدتُ أَيضًا أُسْرَةَ أَسطِفاناس. وما عدا أُولٰئِكَ، فلا أَذكُرُ أَنِّي عَمَّدتُ أَحَدًا.
[17] فإِنَّ المسيحَ لم يُرسِلْني لأُعَمِّد، بل لأُبَشِّر، غَيرَ مُعَوِّلٍ على حِكمَةِ الكَلام لِئَلاَّ يَبطُلَ صَليبُ المسيح.
[18] فإِنَّ لُغَةَ الصَّليبِ حَماقةٌ عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الهَلاك، وأَمَّا عِندَ الَّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الخَلاص، أَي عِندَنا، فهي قُدرَةُ الله.
[19] فقد وَرَدَ في الكِتاب: «سأُبيدُ حِكمَةَ الحُكَماء وأُزيلُ فَهمَ الفُهَماء».
[20] فأَينَ الحَكيم؟ وأَينَ عالِمُ الشَّريعة؟ وأَينَ المُماحِكُ في هٰذِه الدُّنْيا؟ أَلَم يَجعَلِ اللهُ حِكمَةَ العالَمِ حَماقة؟
[21] فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللهَ في حِكمَةِ الله، حَسُنَ لَدى اللهِ أَن يُخَلِّصَ المُؤمِنينَ بِحَماقةِ التَّبشير.
[22] ولَمَّا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ الآيات، واليُونانِيُّونَ يَبحَثونَ عنِ الحِكمَة،
[23] فإِنَّنا نُبَشِّرُ بِمَسيحٍ مَصْلوب، عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين،
[24] وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ الله،
[25] لأَنَّ الحَماقَةَ مِنَ اللهِ أَكثَرُ حِكمَةً مِنَ النَّاس، والضُّعْفَ مِنَ الله أَوفَرُ قُوَّةً مِنَ النَّاس.
[26] فٱعتَبِروا، أَيُّها الإِخوَة، دَعوَتَكم، فلَيسَ فيكم في نَظَرِ البَشَرِ كَثيرٌ مِنَ الحُكَماء، ولا كَثيرٌ مِنَ المُقتَدِرين، ولا كَثيرٌ مِن ذَوي الحَسَبِ والنَّسَب.
[27] ولٰكِن ما كانَ في العالَمِ مِن حَماقة فذاكَ ما ٱختارَه اللهُ لِيُخزِيَ الحُكَماء، وما كانَ في العالَمِ مِن ضُعْف فذاكَ ما ٱختارَه اللهُ ليُخزِيَ ما كانَ قَوِيًّا،
[28] وما كانَ في العالَمِ مِن غَيرِ حَسَبٍ ونَسَبٍ وكان مُحتَقَرًا فذاكَ ما ٱختارَهُ الله: إِختارَ غَيرَ المَوجودِ لِيُزيلَ المَوجود،
[29] حتَّى لا يَفتَخِرَ بَشَرٌ أَمامَ الله.
[30] وبِفَضْلِه أَنتُم قائمونَ في المسيحِ يسوعَ الَّذي صارَ لَنا حِكمَةً مِن لَدُنِ الله وبِرًّا وقَداسةً وفِداءً
[31] لِيَتِمَّ ما وَرَدَ في الكِتاب: «مَنِ ٱفتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبّ».