< سفر صموئيل الأول 21

Listen to this chapter • 2 min
[1] فقامَ داوُدُ وذَهَب، وأَمَّا يوناتانُ فعادَ إِلى المَدينَة.
[2] ووَصَلَ داوُدُ إِلى نوب، إِلى أَحيمَلِكَ الكاهِن. فٱرتَعَشَ أَحيمَلِكُ عِندَ لِقاءِ داوُدَ وقالَ لَه: «لِماذا أَنتَ وَحدَكَ ولَيسَ مَعَكَ أَحَد؟»
[3] فقالَ داوُدُ لأَحيمَلِكَ الكاهِن: «إِنَّ المَلِكَ قد أَمَرَني بِحاجَةٍ وقالَ لي: «لا يَعلَمْ أَحَدٌ بِشَيءٍ مِمَّا أَرسَلتُكَ فيه وأَمَرتُكَ بِه. وأَمَّا الرِّجالُ فقَد واعَدتُهم إِلى مَكانِ كَذا.
[4] والآنَ فما الَّذي تَحتَ يَدِكَ؟ أَعطِني خَمسَةَ أَرغِفَةٍ أَو ما تَيَسَّر».
[5] فأَجابَ الكاهِنُ وقالَ لِداوُد: «لَيسَ تَحتَ يَدي خُبزٌ عادِيّ. ولَيسَ عِنْدي إِلاَّ خُبزٌ مُقَدَّس، على أَن يَكونَ الرِّجالُ قد صانوا أَنفُسَهم مِنَ المَرأة».
[6] فأَجابَ داوُدُ وقالَ لِلكاهِن: «إِنَّ المَرأَةَ قد مُنِعَت عَنَّا مُنذُ أَمسِ فما قَبلُ، حينَ أَخرُجُ إِلى الحَرْب، وأَعْضاءُ الرِّجالِ مُقَدَّسة، مع أَنَّ الحَملَةَ عادِيَّة. فما أَحْرى الأَعْضاءَ بِأَن تَكونَ اليَومَ مَقَدَّسة».
[7] فسَلَّمَ إِلَيه الكاهِنُ مِنَ الخُبزِ المُقَدَّس، لأَنَّه لم يَكُنْ هُنالِكَ خُبزٌ، ما عَدا الخُبزَ المُقَدَّسَ المَرْفوعَ مِن أَمامِ الرَّبِّ لِيوضَعَ خُبزٌ سُخنٌ في يَومِ رَفعِه.
[8] وكانَ هُناكَ يَومَئِذٍ رَجُلٌ مِن خُدَّامِ شاوُلَ مُحتَبِسًا أَمامَ الرَّبّ، يُقالُ لَه دوئيجُ الأَدومِيّ، وهو كَبيرُ رُعاةِ شاوُل.
[9] وقالَ داوُدُ لأَحيمَلِك: «أَلَيسَ عِندَكَ هٰهُنا رُمحٌ أَو سَيف؟ فإِنِّي لم آخُذْ معي سَيفي ولا سِلاحي، لأَنَّ أَمرَ المَلِكِ كانَ مُعَجَّلًا».
[10] فقالَ الكاهِن: «إِنَّ هٰهُنا سَيفَ جُلْياتَ الفَلِسطينيِّ الَّذي قَتَلتَه في وادي البُطمَة، وهو مَلْفوفٌ بِرِداءٍ خَلفَ الأَفود. إِن شِئتَ فخُذْه لأَنَّه لَيسَ هٰهُنا غَيرُه» فقالَ داوُد: «ولا مَثيلَ لَه، فَعَلَيَّ بِه».
[11] وقامَ داوُدُ وهَرَبَ في ذٰلك اليَومِ مِن وَجهِ شاوُل. فأَتى آكيش، مَلِكَ جَتّ.
[12] فقالَت لِآكيشَ حاشِيَتُه: «أَلَيسَ هٰذا داوُد، مَلِكَ الأَرض؟ أَلَيسَ لِهٰذا كُنَّ يُغَنِّينَ في الرَّقصِ ويَقُلنَ: قَتَلَ شاوُلُ أُلوفَه وداوُدُ رِبْواتِه؟».
[13] فجَعَلَ داوُدُ هٰذا الكَلامَ في قَلبِه وخافَ خَوفًا شَديدًا مِن وَجهِ آكيش، مَلِكِ جَتّ.
[14] وغَيَّرَ عَقلَه أَمامَهم وتَظاهَرَ بِالجُنونِ أَمامَهم، وجَعَلَ يَخُطُّ على مَصاريعِ الباب، وهو يُسيلُ لُعابَه على لِحْيَتِه.
[15] فقالَ آكيشُ لحاشِيَتِه: «تَرونَ الرَّجُلَ مَجْنونًا، فلِمَ أَتَيتُموني بِه؟
[16] أَمِن قِلَّةِ المَجانينِ عِنْدي أَتَيتُموني بِهٰذا لِيَتَصَرَّفَ بِجُنونٍ أَمامي؟ أَهٰذا يَدخُلُ بَيتي؟».