< سفر صموئيل الأول 19

Listen to this chapter • 3 min
[1] وكَلَّمَ شاوُلُ يوناتانَ ٱبنَه وكُلَّ حاشِيَتِه بِقَتلِ داوُد. كانَ يوناتانُ بنُ شاوُلَ يُحِبُّ داوُدَ حُبًّا شَديدًا.
[2] فأَخبَرَ يوناتانُ داوُدَ وقال: «إِنَّ شاوُلَ أَبي يُريدُ قَتلَك، فٱحتَرِسْ لِنَفْسِكَ مُنذُ غَدٍ، وٱذهَبْ إِلى خُفْيةٍ وأَقِمْ فيها.
[3] وأَنا أَخرُجُ فأَقِفُ لَدى أَبي في الحَقلِ الَّذي تَكونُ فيه وأُكَلِّمُ أَبي في شَأنِكَ وأَرى ما يَكونُ فأُخبِرُكَ».
[4] وذَكَرَ يوناتانُ داوُدَ بِخَيرٍ أَمامَ أَبيه شاوُل، وقال: «لا يَخْطَإِ المَلِكُ إِلى عَبدِه داوُد، لأَنَّه لم يَخطَأ إِلَيكَ، وأَعْمالُه حَسَنَةٌ لَكَ جِدًّا.
[5] فإِنَّه خاطَرَ بِنَفسِه وقَتَلَ الفَلِسطينيَّ فأَجْرى الرَّبُّ نَصرًا عَظيمًا لِكُلِّ إِسْرائيل، وأَنتَ قد شاهَدتَ وفَرِحتَ. فلِماذا تَخطَأُ إِلى دَمٍ زَكِيٍّ وتَقتُلُ داوُدَ بِلا سَبَب؟».
[6] فسَمِعَ شاوُلُ لِكَلامِ يوناتان، وحَلَفَ وقال: «حَيٌّ الرَّبّ! إِنَّه لا يُقتَل»
[7] فدعا يوناتانُ داوُدَ وأَخبَرَه بِهٰذا الكَلامِ كُلِّه، وأَدخَلَ داوُدَ على شاوُل. فكانَ أَمامَه كما كانَ مِن أَمسِ فما قَبْلُ.
[8] وعادَتِ الحَرْب، فخَرَجَ داوُدُ وحارَبَ الفَلِسطينِيِّين، وضَرَبَهم ضَربَةً شَديدة، فهَرَبوا مِن وَجهِه.
[9] وٱعتَرى الرُّوحُ الشِّرِّيرُ شاوُلَ مِن لَدُنِ الرَّبِّ، وهو جالِسٌ في بَيتِه والرُّمحُ في يَدِه، وكانَ داوُدُ يَعزِفُ بِيَده.
[10] فأَرادَ شاوُلُ أَن يُسَمِّرَ داوُدَ بالرُّمحِ في الحائِط، فتَنَحَّى داوُدُ مِن أَمامِ شاوُل، فنَشِبَ الرُّمحُ في الحائِط، وهَرَبَ داوُدُ ونَجا في تِلكَ اللَّيلَة.
[11] فأَرسَلَ شاوُلُ رُسُلًا إِلى بَيتِ داوُدَ يَتَرَصَّدونَه لِيَقتُلوه صَباحًا. فأَخبَرَت داوُدَ ميكالُ ٱمرَأَتُه وقالَت: «إِن لم تَنجُ بِنَفسِكَ هٰذه اللَّيلَة، قُتِلتَ في الغَد».
[12] ودَلَّته ميكالُ مِن نافِذَة، فذَهَبَ وهَرَبَ ناجِيًا.
[13] ثُمَّ أَخَذَت ميكالُ أَحَدَ التَّرافيمِ وجَعَلَته على السَّرير، وجَعَلَت عِندَ رَأسِه مِن شَعَرِ المَعِزِ وسَتَرَته بِرِداء.
[14] وأَرسَلَ شاوُلُ رُسُلًا يَقبِضونَ على داوُد، فقالَت: «هو مَريض».
[15] فأَعادَ شاوُلُ الرُّسُلَ لِيَرَوا داوُدَ قائِلًا لَهم: «أَصعِدوه إِلَيَّ في السَّريرِ لأَقتُلَه».
[16] فجاءَ رُسُلُ شاوُل، فإِذا على السَّريرِ أَحَدُ التَّرافيم وعِندَ رأسِه شَعَرُ المَعِز.
[17] فقالَ شاوُلُ لمِيكال: «لِماذا خَدَعتِني وأَطلَقتِ عَدُوِّي حتَّى نَجا؟» فقالَت ميكالُ لِشاوُل: «هو قالَ لي: أَطلِقيني، وإِلاَّ قَتَلتُكِ».
[18] وهَرَبَ داوُدُ ونَجا وأَتى إِلى صَموئيلَ في الرَّامة، وأَخبَرَه بِكُلِّ ما صَنَعَ بِه شاوُل، ومضى هو وصَموئيلُ وأَقاما بِنايوت.
[19] فأُخبِرَ شاوُلُ وقيلَ لَه: «هُوَذا داوُدُ في نايوتَ في الرَّامة».
[20] فأَرسَلَ شاوُلُ رُسُلًا يَقبِضونَ على داوُد. فرَأَى رُسُلُه جَماعةَ الأَنبِياءِ وهُم يَتَنَبَّأونَ وصَموئيلُ واقِفٌ رَئيسًا علَيهم. فحَلَّ روحُ الرَّبِّ على رُسُلِ شاوُل فتَنَبَّأوا هُم أَيضًا.
[21] فأُخبِرَ شاوُلُ فأَرسَلَ رُسُلًا آخَرين، فتَنَبَّأوا هُم أَيضًا. وعادَ شاوُلُ فأَرسَلَ رُسُلًا مَرَّةً ثالِثَة، فتَنَبَّأوا أَيضًا.
[22] فذَهَبَ هو بِنَفْسِهِ إِلى الرَّامة، وٱنتَهى إِلى البِئرِ الكَبيرَةِ الَّتي عِندَ سيكون وسأَلَ قائِلًا: «أَيْنَ صَموئيلُ وداوُد؟» فقالوا لَه: «هٰهُنا في نايوتَ في الرَّامة».
[23] فذَهَبَ شاوُلُ إِلى هُناكَ إِلى نايوتَ في الرَّامة، فحَلَّ عليه أَيضًا رُوحُ الله، فجَعَلَ يَسيرُ ويَتَنَبَّأُ حتَّى ٱنتَهى إِلى نايوتَ في الرَّامة،
[24] ونَزَعَ هو أَيضًا ثِيابَه وتَنَبَّأَ هو أَيضًا أَمامَ صَموئيل، وٱنطَرَحَ عُرْيانًا نَهارَه ذٰلك ولَيلَه كُلَّه. لِذٰلك يَقولون: «أَشاوُلُ أَيضًا مِنَ الأَنبِياء؟».