< سفر صموئيل الأول 16

Listen to this chapter • 3 min
[1] وقالَ الرَّبُّ لِصَموئيل: «إِلى مَتى تَحزَنُ على شاوُل، وأَنا قد نَبَذتُه كَملِكٍ على إِسْرائيل؟ فٱملأْ قَرنَكَ زَيتًا وتَعالَ أُرسِلُكَ إِلى يَسَّى مِن بَيتَ لَحْم، لأَنِّي قدِ ٱختَرتُ لي مِن بَنيه مَلِكًا».
[2] فقالَ صَموئيل: «كَيفَ أَذهَب؟ فإِن سَمِعَ شاوُل، يَقتُلُني». فقالَ الرَّبّ: «خُذْ معَكَ عِجلَةً مِنَ البَقَرِ وقُلْ: إِنِّي جِئتُ لأَذبَحَ ذَبيحةً لِلرَّبّ.
[3] وٱدعُ يَسَّى إِلى الذَّبيحَة، وأَنا أُعلِمُكَ ماذا تَصنَع، وٱمسَحْ لِيَ الَّذي أُسَمِّيه لَكَ».
[4] ففَعَلَ صَموئيلُ كما أَمَرَه الرَّبّ، وأَتى بَيتَ لَحْم. فٱرتَعَشَ شُيوخُ المَدينَةِ عِندَ لِقائِه وقالوا: «أَلِسَلامٍ قُدومُكَ؟»
[5] فقال: «لِسَلامٍ قَدِمتُ، لأَذبَحَ لِلرَّبّ. فقَدِّسوا أَنفُسَكم وتَعالَوا معي إِلى الذَّبيحَة». وقَدَّسَ يَسَّى وبَنيه ودَعاهم إِلى الذَّبيحة.
[6] فلَمَّا أَتَوه، رأَى أَليآب، فقالَ في نَفسِه: «لا شَكَّ أَنَّ أَمامَ الرَّبِّ مَسيحَه».
[7] فقالَ الرَّبُّ لِصَموئيل: «لا تُراعِ مَنظَرَه وطولَ قامَتِه، فإِنِّي قد نَبَذتُه، لأَنَّ الرَّبَّ لا يَنظُرُ كما يَنظُرُ الإِنْسان، فإِنَّ الإِنْسانَ إِنَّما يَنظُرُ إِلى الظَّواهِر، وأَمَّا الرَّبُّ فإِنَّه يَنظُرُ إِلى القَلْب».
[8] ثُمَّ دعا يَسَّى أَبيناداب، وأَجازَه أَمامَ صَموئيل. فقال: «وهٰذا أَيضًا لم يَختَرْه الرَّبّ».
[9] ثُمَّ أَجاز يَسَّى شَمَّة، فقال: «وهٰذا أَيضًا لم يَختَرْه الرَّبّ».
[10] فأَجازَ يَسَّى سَبعَةَ بَنيه أَمامَ صَموئيل، فقالَ صَموئيلُ لِيَسَّى: «لم يَختَرِ الرَّبُّ مِن هٰؤُلاء».
[11] ثُمَّ قالَ صَموئيلُ لِيَسَّى: «أَهٰؤُلاءِ جَميعُ الفِتْيان؟» فقالَ لَه: «قد بَقِيَ الصَّغير، وهو يَرْعى الغَنَم». فقالَ صَموئيلُ لِيَسَّى: «أَرسِلْ فجِئْنا بِه، لأَنَّنا لا نَجلِسُ إِلى الطَّعامِ حتَّى يأتِيَ إِلى هٰهُنا».
[12] فأَرسَلَ وأَتى بِه، وكانَ أَصهَبَ جَميلَ العَينَينِ وَسيمَ المَنظَر. فقالَ الرَّبّ: «قُمْ فٱمسَحْه، لأَنَّ هٰذا هو».
[13] فأَخَذَ صَموئيلُ قَرنَ الزَّيتِ، ومَسَحَه في وَسْطِ إِخوَتِه، فٱنقَضَّ روحُ الرَّبِّ على داودَ مِن ذٰلكَ اليَومِ فصاعِدًا، وقامَ صَموئيلُ وٱنصَرَفَ إِلى الرَّامة.
[14] وفارَقَ روحُ الرَّبِّ شاوُل، ورَوَّعَه روحٌ شِرِّيرٌ مِن لَدُنِ الرَّبّ.
[15] فقالَ لِشاوُلَ حاشِيَتُه: «هُوَذا روحٌ شِرِّيرٌ مِن لَدُنِ اللهِ يُرَوِّعُكَ.
[16] فلْيَأمُرْ سَيِّدُنا حاشِيَتَه الَّذينَ أَمامَه أَن يَبحَثوا عن رَجُلٍ يُحسِنُ العَزفَ على الكِنَّارة، حتَّى إِذا ٱعتَراكَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ مِن لَدُنِ الله، يَعزِفُ بِيَدِه فتَتَحَسَّنُ حالَتُكَ».
[17] فقالَ شاوُلُ لِحاشِيَتِه: «أُنظُروا لي رَجُلًا يُحسِنُ العَزفَ وأْتوني بِه».
[18] فأَجابَ واحِدٌ مِنَ الحاشِيَةِ وقال: «رَأَيتُ ٱبنًا لِيَسَّى مِن بَيتَ لَحمَ يُحسِنُ العَزْف، وهو ذو بأسٍ ومُحارِبٌ باسِل، فَصيحُ الكَلامِ حَسَنُ المَنظَر، والرَّبُّ معَه».
[19] فأَرسَلَ شاوُلُ رُسُلًا إِلى يَسَّى وقالَ لَه: «أَرسِلْ إِلَيَّ داوُدَ ٱبنَكَ الَّذي مع الغَنَم».
[20] فأَخَذَ يَسَّى حِمارًا وحَمَّلَ علَيه خُبزًا وزِقَّ خَمْرٍ وجَديًا مِنَ المَعِز، وأَرسَلَ ذٰلك بِيَدِ داوُدَ ٱبنِه إِلى شاوُل.
[21] فأَتى داوُدُ إِلى شاوُل، ومَثَلَ أَمامَه، فأَحَبَّه حُبًّا شَديدًا، وكانَ لَه حامِلَ سِلاح.
[22] وأَرسَلَ شاوُلُ إِلى يَسَّى وقال: «لِيَبْقَ داوُدُ لَدَيَّ، لأَنَّه قد نالَ حُظوَةً في عَيَنَيَّ».
[23] وكانَ، إِذا ٱعتَرى شاوُلَ الرُّوحَ مِن لَدُنِ الله، يأخُذُ داوُدُ الكِنَّارةَ ويَعزِفُ بِيَده، فيَستَريحُ شاوُلُ وتَتَحَسَّنُ حالَتُه، ويُفارِقُه الرُّوحُ الشِّرِّير.