< سفر صموئيل الأول 15

Listen to this chapter • 5 min
[1] وقالَ صَموئيلُ لِشاوُل: «أَنا الَّذي أَرسَلَني الرَّبُّ لأَمسَحَكَ مَلِكًا على شَعبِه، على إِسْرائيل. فٱسمَعِ الآنَ قَولَ الرَّبّ.
[2] هٰكذا يَقولُ رَبُّ القُوَّات: سأَفتَقِدُ عَماليقَ لِما صَنَعَ بإِسرائيل، حينَ وَقَفَ لَه في الطَّريق، عِندَ صُعودِه مِن مِصْر.
[3] فهَلُمَّ الآنَ وٱضرِبْ عَماليق، وحَرِّمْ كُلَّ ما لَهم، ولا تُبقِ علَيه، بل أَمِتِ الرِّجالَ والنِّساءَ والأولادَ وحتَّى الرُّضَعَ والبَقَرَ والغَنَمَ والإِبِلَ والحَمير».
[4] فنادى شاوُلُ الشَّعْبَ وٱستَعرَضَهم في طَلائيم، فكانوا مِئَتَي أَلفِ راجِلٍ وعَشَرَةَ آلافِ رَجُلٍ مِن يَهوذا.
[5] فزَحَفَ شاوُلُ على مَدينَةِ عَماليق، وكَمَنَ في الوادي.
[6] وقالَ شاوُلُ لِلقَينِيِّين: «إِذهَبوا ٱنصَرِفوا وٱنزِلوا مِن بَينِ العَمالِقَة، لِئَلاَّ أُزيلَكم معَهم، لأَنَّكم قد صَنَعتُم رَحمَةً إِلى بَني إِسْرائيلَ كُلِّهم عِندَ صُعودِهم مِن مِصْر». فٱنصَرَفَ القَينِيُّونَ مِن بَينِ عَماليق.
[7] وضَرَبَ شاوُلُ عَماليق، مِن حَويلَةَ إِلى شورَ الَّتي شَرقِيَّ مِصْر.
[8] وأَخَذَ أَجَاجَ، مَلِكَ عَماليقَ، حَيًّا، وحَرَّمَ شَعبَه أَجمَعَ بِحَدِّ السَّيف.
[9] وأَبْقى شاوُلُ والشَّعبُ على أَجاجَ وعلى خِيارِ الغَنَمِ والبَقَرِ وكُلِّ سَمينٍ والحُمْلانِ وكُلِّ ما كانَ جَيِّدًا، وأَبَوا أَن يُحَرِّموها، ولٰكِن كُلُّ ما كانَ حَقيرًا هَزيلًا حَرَّموه.
[10] فكانَ كَلامُ الرَّبِّ إِلى صَموئيلَ قائِلًا:
[11] «إِنِّي قد نَدِمتُ على إِقامَتي شاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّه ٱرتَدَّ عنِ ٱتِّباعي ولم يَعمَلْ بِأَمْري». فغَضِبَ صَموئيلُ وصَرَخَ إِلى الرَّبِّ كُلَّ لَيلِه.
[12] ثُمَّ بَكَّرَ صَموئيلُ في الصَّباحِ لِلِقاءِ شاوُل. فأُخبِرَ صَموئيلُ وقيلَ لَه: «إِنَّ شاوُلَ قد ذَهَبَ إِلى الكَرمَل، وهُوَذا قد نَصَبَ لِنَفسِه نُصُبًا، وٱنثَنى وعَبَرَ نازِلًا إِلى الجِلْجال».
[13] فلَمَّا وَصَلَ صَموئيلُ إِلى شاوُل، قالَ لَه شاوُل: «علَيكَ بَرَكَةُ الرَّبّ. إِنِّي قد عَمِلتُ بِأَمرِ الرَّبّ».
[14] قالَ صَموئيل: «فما هٰذا الصَّوت صَوتُ الغَنَمِ الَّذي في أُذُنَيَّ، وصَوتُ البَقَرِ الَّذي أَنا سامِعُه؟»
[15] قالَ شاوُل: «قد أَتَوا بها مِنَ العَمالِقَة، لأَنَّ الشَّعبَ قد أَبقَوا على خِيارِ الغَنَمِ والبَقَر، لِيَذبَحوا لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ، والباقي حَرَّمناه».
[16] فقالَ صَموئيلُ لِشاول: «قِفْ حَتَّى أُخبِرَكَ بِما كَلَّمَني بِه الرَّبُّ في هٰذا اللَّيل». فقال لَه شاوُل: «تَكَلَّمْ».
[17] فقالَ صَموئيلُ لِشاوُل: «أَلَم تَصِرْ رَئيسًا لأَسباطِ إِسْرائيل، مع أَنَّكَ كُنتَ حَقيرًا في عَينَي نَفسِكَ، ومَسَحَكَ الرَّبُّ مَلِكًا على إِسْرائيل،
[18] وقَد أَرسَلَكَ الرَّبُّ في حَملَةٍ وقالَ لَكَ: إِذهَبْ فحَرِّمِ العَمالِقَةَ الخاطِئِينَ وقاتِلْهم حَتَّى يَفنَوا؟
[19] فلِمَ لم تَسمَعْ لِكَلامِ الرَّبّ، وتَهافَتَّ على الغَنيمة وعَمِلتَ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبّ؟»
[20] فقالَ شاوُلُ لِصَموئيل: «لقَد سَمِعتُ لِكَلامِ الرَّبّ، وذَهَبتُ إِلى الحَملَةِ الَّتي أَرسَلَني الرَّبُّ إِلَيها، وجِئتُ بِأَجاج، مَلِكِ عَماليق، والعَمالِقَةُ حَرَّمتُهم.
[21] فأَخَذَ الشَّعبُ مِنَ الغَنيمَةِ غَنَمًا وبَقَرًا، خِيارَ المُحَرَّم، لِيَذبَحَ لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ في الجِلْجال».
[22] فقالَ صَموئيل: «أَتُرى الرَّبَّ يَهْوى المُحرَقاتِ والذَّبائِحَ، كما يَهْوى الطَّاعةَ لِكَلامِ الرَّبّ. إِنَّ الطَّاعةَ خَيرٌ مِنَ الذَّبيحة، والٱنقِيادَ أَفضَلُ من شَحمِ الكِباش،
[23] لأَنَّ العِصْيانَ كَخَطيئَةِ العِرافة والتَّمَرُّدَ كإِثمِ التَّرافيم. وبِما أَنَّكَ نَبَذتَ كَلامَ الرَّبّ، فقَد نَبَذَكَ الرَّبُّ كَمَلِك».
[24] فقالَ شاوُلُ لِصَموئيل: «قد خَطِئتُ مُتَعَدِّيًا أَمرَ الرَّبِّ وكَلامَكَ، لأَنِّي خِفتُ مِنَ الشَّعب، وسَمِعتُ لِكَلامِه.
[25] فٱغفِرِ الآنَ خَطيئَتي وٱرجِعْ معي فأَسجُدَ لِلرَّبّ».
[26] فقالَ صَموئيلُ لِشاوُل: «لا أَرجِعُ معَكَ، لأَنَّكَ نَبَذتَ كَلامَ الرَّبّ، وقد نَبَذَكَ الرَّبُّ كَمَلِكٍ على إِسْرائيل».
[27] وتَحَوَّلَ صَموئيلُ لِيَنصَرِف، فأَمسَكَ شاوُلُ بِطَرَفِ رِدائِه فٱنتُزِع.
[28] فقالَ لَه صَموئيل: «اليَومَ ٱنتَزَعَ الرَّبُّ مَملَكَةَ إِسْرائيلَ عنكَ وسَلَّمَها إِلى قَريبِكَ الَّذي هو خَيرٌ مِنكَ،
[29] (فإِنَّ بَهاءَ إِسْرائيلَ لا يَكذِبُ ولا يَندَم، لأَنَّه لَيسَ إِنْسانًا فيَندَم).
[30] فقالَ شاوُل: «قد خَطِئتُ، فأَكرِمْني الآنَ أَمامَ شُيوخِ شَعْبي وأَمامَ إِسْرائيل، وٱرجِعْ معي لأَسجُدَ لِلرَّبِّ إِلْهِكَ».
[31] فرَجَعَ صَموئيلُ وَراءَ شاوُل، وسَجَدَ شاوُلُ لِلرَّبّ.
[32] وقالَ صَموئيل: «هَلُمَّ إِلَيَّ بِأَجاج، مَلِكِ عَماليق». فتَقَدَّمَ إِليه أَجاجُ مُرتاحَ البال، لأَنَّ أَجاجَ قالَ في نَفْسِه: «لا شَكَّ أَنَّ مَرارَةَ المَوتِ قدِ ٱبتَعَدَت».
[33] فقالَ صَموئيل: «كما أَثكَلَ سَيفُكَ النِّساء، تُثكَلُ أُمُّكَ بَين النِّساء». وقَطَّعَ صَموئيلُ أَجاجَ أَمامَ الرَّبِّ في الجِلْجال».
[34] ثُمَّ ٱنصَرَفَ صَموئيلُ إِلى الرَّامة، وصَعِدَ شاوُلُ إِلى بَيتِه، إِلى جَبْعَ شاوُل.
[35] ولم يَعُدْ صَموئيلُ يَرى شاوُلَ إِلى يَومِ وَفاتِه، لأَنَّ صَموئيلَ حَزِنَ على شاوُل. ونَدِمَ الرَّبُّ على أَنَّه مَلّكَ شاوُلَ على إِسْرائيل.