< سفر الملوك الأول 10

Listen to this chapter • 4 min
[1] وسَمِعَت مَلِكَةُ سَبَأَ بِخَبَرِ سُلَيمانَ بِفَضلِ ٱسمِ الرَّبّ، فقَدِمَت لِتَختَبِرَه بِأَلْغاز.
[2] فدَخَلَت أُورَشَليمَ في مَوكِبٍ عَظيمٍ جِدًّا، مِن جِمالٍ مُحَمَّلةٍ أَطْيابًا وذَهَبًا كَثيرًا جِدًّا وحِجارةً كَريمة، وأَتَت سُلَيمانَ وكَلَّمَته بِكُلِّ ما كانَ في خاطِرِها.
[3] ففَسَّرَ لَها سُلَيمانُ جَميعَ أَسئِلَتِها، ولم يَخفَ على المَلِكِ شَيءٌ لم يُفَسِّرْه لَها.
[4] ورَأَت مَلِكَةُ سَبَأَ كُلَّ حِكمَةِ سُلَيمانَ والبَيتَ الَّذي بَناه،
[5] وطَعامَ مائِدَتِه ومَسكِنَ مُوَظَّفيه وقِيامَ خُدَّامِه ولِباسَهم وسُقاتَه ومُحرَقاتِه الَّتي كانَ يُصعِدُها في بَيتِ الرَّبّ، فلَم يَبقَ فيها رُوح.
[6] وقالَت لِلمَلِك: «صَدَقَ الكَلامُ الَّذي سَمِعتُه في أَرْضي عن أَقْوالِكَ وعن حِكمَتِكَ،
[7] ولم أُصَدِّقْ ما قيلَ لي حَتَّى قَدِمتُ ورَأَيتُ بِعَينَيَّ، فإِذا بي لم أُخبَرْ بِالنِّصف، فقَد زِدتَ حِكمَةً وصَلاحًا على الخَبَرِ الَّذي سَمِعتُه.
[8] طوبى لِرِجالِكَ! وطوبى لِخُدَّامِكَ هٰؤُلاءِ القائمينَ دائِمًا أَمامَكَ يَسمَعونَ حِكمَتَكَ!
[9] تَبارَكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ الَّذي رَضِيَ عنكَ وأَجلَسَكَ على عَرشِ إِسْرائيل، فإِنَّه بِسَبَبِ حُبِّ الرَّبِّ لإسْرائيلَ لِلأَبَدِ أَقامَكَ مَلِكًا لِتُجرِيَ الحَقَّ والبِرّ».
[10] وأَعطَتِ المَلِكَ مِئَةً وعِشْرينَ قِنطارَ ذَهَبٍ وأَطْيابًا كَثيرةً وحِجارةً كَريمة، ولم يَرِدْ مِن بَعدُ في الكَثرَةِ مِثلُ ذٰلك الطِّيبِ الَّذي وَهَبَته مَلِكَةُ سَبَأَ لِلمَلِكِ سُلَيمان.
[11] وكذٰلِك فإنَّ سُفُنَ حيرامَ الَّتي كانَت تَحمِلُ ذَهَبًا مِن أُوفيرَ جاءَت مِن أُوفيرَ بِخَشَبِ صَندَلٍ كَثيرٍ جِدًّا وبِحِجارَةٍ كَريمة.
[12] فعَمِلَ المَلِكُ خَشَبَ الصَّندَلِ دَرابَزينًا لِبَيتِ الرَّبِّ وبَيتِ المَلِك، وكِنَّاراتٍ وعيدانًا لِلمُغَنِّين، ولم يَرِدْ مِثلُ ذٰلكَ الخَشَبِ الصَّندَلِ ولا رُئِيَ مِثلُه إِلى هٰذا اليَوم.
[13] وأَعْطى المَلِكُ سُلَيمانُ مَلِكَةَ سَبَأَ كُلَّ ما عَبَّرَت عن رَغبَتِها فيه، فَوقَ ما أَعْطاها مِنَ العَطايا على حَسَبِ كَرَمِ المَلِكِ سُلَيمان. وٱنصَرَفَت وعادَت إِلى أَرضِها هي وحاشِيتُها.
[14] وكانَ وَزنُ الذَّهَبِ الَّذي وَرَدَ على سُلَيمانَ في سَنَةٍ واحِدَة سِتَّ مِئَةٍ وسِتَّةً وسِتِّينَ قِنْطارَ ذَهَب،
[15] ما عَدا الوارِدَ مِنَ الجَوَّالينَ التِّجارِيِّينَ ومِن رِبحِ التُّجَّارِ وجَميعِ مُلوكِ العَرَبِ ووُلاةِ البِلاد.
[16] فعَمِلَ المَلِكُ سُلَيمانُ مِئَتَي مِجنَبٍ مِن ذَهَبٍ مَطْروق، لِلمِجنَبِ الواحِدِ سِتُّ مِئَةِ مِثْقالِ ذَهَبٍ مُرَكَّب.
[17] وعَمِلَ أَيضًا ثَلاثَ مِئَةِ تُرسٍ مِن ذَهَبٍ مَطْروق، لِلتُّرسِ الواحِدِ ثَلاثَةُ قَناطيرِ ذَهَبٍ مُرَكَّب، وجَعَلَها المَلِكُ في بَيتِ غابَةِ لُبْنان.
[18] وعَمِلَ المَلِكُ عَرشًا كَبيرًا مِن عاج، ولَبَّسَه ذَهَبًا إِبْريزًا.
[19] وكانَ لِلعَرشِ سِتُّ دَرَجات، ورَأسُ العَرشِ مُدَوَّرٌ مِنَ الوَراء، وعلى جانِبَيِ المَقعَدِ يَدانِ من هُنا ومِن هُناك، وأَسَدانِ واقِفانِ عِندَ اليَدَين.
[20] وهُناكَ ٱثْنا عَشَرَ أَسَدًا واقِفَةً على الدَّرَجاتِ السِّتِّ مِن هُنا ومِن هُناك. لم يُصنَعْ لِهٰذا العَرشِ نَظيرٌ في جَميعِ المَمالِك.
[21] وكانَت جَميعُ آنِيَةِ شُربِ المَلِكِ سُلَيمانَ ذَهَبًا، وجَميعُ آنِيَةِ بَيتِ غابَةِ لُبْنانَ كانَت مِن ذَهَبٍ خالِص، لم يَكُنْ فيها فِضَّة، إِذ لم تَكُنْ الفِضَّةُ تُحسَبُ شَيئًا في أَيَّامِ سُلَيمان.
[22] لأَنَّ المَلِكَ كانَت لَه في البَحرِ سُفُنُ تَرْشيشَ مع سُفُنِ حيرام، فكانَت سُفُنُ تَرْشيشَ تأتي مَرَّةً في كُلِّ ثَلاثِ سَنَواتٍ حامِلَةً ذَهَبًا وفِضَّةً وعاجًا وقُرودًا وطَواويس.
[23] وعَظُمَ المَلِكُ سُلَيمانُ على جَميعِ مُلوكِ الأَرضِ في الغِنى والحِكمَة.
[24] وكانَتِ الأَرضُ كُلُّها تَلتَمِسُ مُواجَهَةَ سُلَيمان، لِتَسمَعَ حِكمَتَه الَّتي أَودَعَها اللهُ في قَلبِه.
[25] وكانَ كُلُّ واحِدٍ يَأتيه بِهَداياه مِن آنِيَةِ فِضَّةٍ وآنِيَةِ ذَهَبٍ ولِباسٍ وسِلاحٍ وأَطْيابٍ وخَيلٍ وبِغالٍ في كُلِّ سَنة.
[26] وجَمَعَ سُلَيمانُ مَركَباتٍ وخَيلًا، فكانَ لَه أَلفٌ وأَربَعُ مِئَةِ مَركَبَةٍ وٱثْنا عَشَرَ أَلفَ فَرَس. فأَقامَها في مُدُنِ المَركَباتِ وعِندَ المَلِكِ في أُورَشَليم.
[27] وجَعَلَ المَلِكُ الفِضَّةَ في أُورَشَليمَ مِثلَ الحِجارَة، وجَعَلَ الأَرْزَ مِثلَ الجُمَّيزِ الَّذي في السَّهلِ كَثرَةً.
[28] وكانَتِ الخَيلُ تُجلَبُ لِسُلَيمانَ مِن مِصرَ ومِن قُوى، وكانَ تُجَّارُ المَلِكِ يَشتَرونَ مِن قُوى بِثَمَنٍ مُعَيَّن.
[29] وكانَتِ المَركَبَةُ تُصعَدُ مِن مِصرَ بِسِتِّ مِئَةٍ مِنَ الفِضَّة، والفَرَسُ بِمِئَةٍ وخَمْسين. وهٰكذا كانَ شَأنُ جَميعِ مُلوكِ الحِثِّيِّينَ ومُلوكِ أَرامَ، فقد كانوا يَجلُبونَ عن يَدِهم.