Home
Explore
Religious
Music
News
Podcasts
Bible
By Genre
By Location
By Language
Download app
Log in
Sign up
< رسالة كورنثوس الأولى
14
Listen to this chapter • 5 min
[1]
إِسْعَوا إِلى المَحبَّة وٱطمَحوا إِلى مَواهِبِ الرُّوح، ولا سِيَّما النُّبوءَة.
[2]
فإِنَّ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ لا يُكَلِّمُ النَّاسَ بلِ الله، فما مِن أَحَدٍ يَفهَمُ عَنه، فهو يَقولُ بِروحِه أَشياءَ خَفِيَّة.
[3]
وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فهو يُكَلِّمُ النَّاسَ بِكلامٍ يَبْني ويَحُثُّ ويُشَدِّد.
[4]
الَّذي يَتَكَلَّمُ بلُغاتٍ يَبْني نَفْسَه، وأَمَّا الَّذي يَتَنَبَّأ فيَبْني الجَماعة.
[5]
إِنِّي أَرغَبُ في أَن تَتَكَلَّموا كُلُّكُم بلُغات، وأَكثَرُ رَغبَتي في أَن تَتَنَبَّأُوا، لأَنَّ المُتَنَبِّئَ أَفضَلُ مِنَ المُتَكَلِّمِ بِلُغات، إِلاَّ إِذا كانَ هٰذا يُتَرجِمُ لِتَنالَ الجَماعةُ بُنْيانَها.
[6]
والآنَ، أَيُّها الإِخوَة، هَبُوني قَدِمتُ إِلَيكُم وكَلَّمتُكُم بِلُغات، فأَيَّةُ فائِدةٍ لَكم فِيَّ، إِن لم يَأتِكُم كَلامي بِوَحْيٍ أَو مَعرِفةٍ أَو نُبوءَةٍ أَو تَعليم؟
[7]
هٰذا شَأنُ آلاتِ العَزْفِ كالمِزْمار والكِنَّارة، فإِنَّها، إِن لم تُخرِجْ أَصواتًا مُتَمَيِّزة، فكَيفَ يُعرَفُ ما يُؤدِّيه المِزمارُ أَوِ الكِنَّارة؟
[8]
وإِذا أَخرَجَ البُوقُ صَوتًا مُشَوَّشًا، فمَن يَستَعِدُّ لِلقِتال؟
[9]
وكَذٰلِك أَنتُم، فإِن لم تَلفُظوا بِلِسانِكم كَلامًا واضِحًا، فكَيفَ يُعرَفُ ما تَقولون؟ بل يَذهَبُ كَلامُكم في الهَواء.
[10]
لا أَدْري كَم نَوعٍ مِنَ الأَلْفاظِ في العالَم، وما من نَوعٍ إِلاَّ ولَه مَعنًى.
[11]
فإِذا جَهِلتُ قيمَةَ اللَّفْظ، أَكونُ كالأَعْجَمِ عِندَ مَن يَتَكَلَّم، ويَكونُ مَن يَتَكَلَّمُ كالأَعْجَمِ عِندي.
[12]
وكذٰلِك أَنتُم تَطمَحونَ إِلى المَواهِبِ الرُّوحِيَّة، فٱطلُبوا أَن يَتوافَرَ نَصيبُكُم مِنها لِبُنْيانِ الجَماعة.
[13]
ولِذٰلك يَجِبُ على الَّذي يَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ أَن يُصَلِّيَ لِكَي يَنالَ مَوهِبةَ التَّرجَمة،
[14]
لأَنِّي إِذا صَلَّيتُ بِلُغاتٍ فرُوحي يُصَلِّي ولٰكِنَّ عَقْلي لا يَأتي بِثَمَر.
[15]
فما العَمَلُ إِذًا؟ سأُصَلِّي بِرُوحي وأُصَلِّي بِعَقْلي أَيضًا. أُنشِدُ بِروحي وأُنشِدُ بِعقلي أَيضًا.
[16]
فإِذا كُنتَ لا تُبارِكُ إِلاَّ بِروحِكَ، فكَيفَ يُجيبُ الحاضِرُ غَيرُ العارِفِ عن شُكرِكَ: آمين، وهو لا يَعلَمُ ما تَقول؟
[17]
إِنَّكَ أَحسَنتَ الشُّكْر، ولٰكِنَّ غَيرَكَ لم يَحْظَ بِشَيءٍ لِلبُنْيان.
[18]
إِنِّي، والحَمدُ للهٍ، أَتَكَلَّمُ بِلُغاتٍ أَكثَرَ مِمَّا تَتَكلَّمونَ كُلُّكُم،
[19]
ولٰكِنِّي أُوثِرُ أَن أَقولَ وأَنا في الجَماعَةِ خَمسَ كَلِماتٍ بِعَقْلي أُعلِّمُ بِها الآخَرين على أَن أَقولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغات.
[20]
لا تَكونوا أَيُّها الإِخوَةُ أَطفالاً في الرَّأي، بل تَشَبَّهوا بِالأَطفالِ في الشَّرّ، وكونوا راشِدينَ في الرَّأي.
[21]
فقَد وَرَدَ في الشَّريعَة: «قالَ الرَّبّ: سَأُكَلِّمُ هٰذا الشَّعبَ بِلِسانِ أُناسٍ لَهم لُغةٌ غَريبةٌ وبِشِفاهٍ غَريبة، ومع ذٰلِكَ لا يُصْغونَ إِليَّ».
[22]
فاللُّغاتُ إِذًا لَيسَت آيةً لِلمُؤمِنين، بل لِغَيرِ المُؤمِنين، على أَنَّ النُّبوءَةَ لَيسَت لِغَيرِ المُؤمِنين، بل لِلمُؤمِنين.
[23]
فلَوِ ٱجتَمَعَتِ الجَماعةُ كُلُّها وتَكَلَّمَ جَميعُ مَن فيها بِلُغات، فدَخَلَ قَومٌ مِن غَيرِ العارِفينَ أَو مِن غَيرِ المُؤمنين، أَفلا يَقولونَ إِنَّكم جُنِنتُم.
[24]
ولٰكِن لو تَنَبَّأُوا كُلُّهُم، فدَخَلَ علَيهِم غَيرُ مُؤمِنٍ أَو غَيرُ عارِف، لَوَبَّخَه كُلُّهم ودانوه كُلُّهم،
[25]
فتَنكَشِفُ خَفايا قَلْبِه، فيَسقُطُ على وَجهِه ويَعبُدُ اللهَ مُعلِنًا أَنَّ اللهَ بَينَكُم حَقًّا.
[26]
فماذا إِذًا أَيُّها الإِخوَة؟ إِذا ٱجتَمَعتُم، قد يَأتي كُلٌّ مِنكُم بِمَزمورٍ أَو تَعليمٍ أَو وَحْيٍ أَو كَلامٍ بِلُغات أَو تَرجَمة، فَلْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ مِن أَجْلِ البُنْيان.
[27]
فإِذا تَكَلَّمتُم بِلُغات، فلْيَتَكَلَّمْ مِنْكُمُ ٱثْنانِ أَو ثَلاثةٌ على الأَكثَر، واحِدًا واحِدًا، ولْيَكُنْ فيكُم مَن يُتَرجِم.
[28]
فإِن لم يَكُنْ مُتَرجِم، فلْيَصمُتِ المُتكَلِّمُ بِلُغاتٍ في الجماعَة ولْيُحدِّثْ نَفْسَه والله.
[29]
أَمَّا الأَنبِياء، فلْيَتَكَلَّمْ مِنْهُمُ ٱثْنانِ أَو ثَلاثة ولْيَحْكُمِ الآخَرون.
[30]
وإِن أُوحِيَ إِلى غَيرِهِم مِنَ الحاضِرين، فلْيَصمُتْ مَن كانَ يَتَكَلَّم،
[31]
لأَنَّه بِوُسْعِكُم جَميعًا أَن تَتَنَبَّأُوا، الواحِدُ بَعدَ الآخَر، لِيَتَعَلَّمَ جَميعُ الحاضِرينَ ويَتَشَدَّدوا.
[32]
إِنَّ أَرواحَ الأَنبِياءِ خاضِعةٌ لِلأَنبِياء،
[33]
فلَيسَ اللهُ إِلٰهَ البَلْبَلة، بل إِلٰهُ السَّلام.
[34]
ولْتَصمُتِ النِّساءُ في الجَماعات، شَأنَها في جَميعِ كَنائِسِ القِدِّيسين، فإِنَّه لا يُؤذَنُ لَهُنَّ بِالتَّكلُّم. وعلَيهنَّ أَن يَخضَعْنَ كما تَقولُ الشَّريعةُ أَيضًا.
[35]
فإِن رَغِبْنَ في تَعَلُّمِ شَيء، فلْيَسأَلْنَ أَزواجَهُنَّ في البَيت، لأَنَّه مِن غَيرِ اللاَّئِقِ لِلمَرأَةِ أَن تَتَكَلَّمَ في الجَماعة.
[36]
أَعَنكُم خَرَجَت كَلِمَةُ الله، أَم إِلَيكُم وَحدَكم بَلَغَت؟
[37]
إِن عَدَّ أَحَدٌ نَفْسَه نَبِيًّا أَو مُلهَمًا أَلهَمَه الرُّوح، فلْيَعرِفْ أَنَّ ما أَكتُبُ بِه إِلَيكُم هو وَصِيَّةُ الرَّبّ،
[38]
فإِن أَنكَرَ أَحَدٌ ذٰلك، فقَد أَنكَرَه الله.
[39]
فٱطمَحوا إِذًا يا إِخوَتي إِلى النُّبوءَة ولا تَمنَعوا أَحَدًا أَن يَتكلَّمَ بِلُغات.
[40]
ولْيَكُنْ كُلُّ شَيءٍ بِأَدَبٍ ونِظام.
< Chapter 13
Chapter 15 >